توجهت لتهنئة شيخ الأزهر بمنصبه وتجديد
بيعة قناة أزهرى لفضيلته فقال لى إنه يريد رجالا وليس دعاة والأزهر ليس
ملكاً لمجمع البحوث لكنه ملك للعالم كله وليس من حق علمائه الإفتاء فى
الأمور الشرعية
علامات استفهام كثيرة أثارتها الحملة التى شنها الدكتور أحمد الطيب النجار،
شيخ الأزهر، على قناة أزهرى، والتى من خلالها أكد شيخ الأزهر أن القناة
التى يديرها العالم الأزهرى خالد الجندى منذ ما يقرب من عام لا تعبر عن
الأزهر، وأن الجندى ليس عالما أزهريا، واستخدم اسم الأزهر فى غفلة من
الزمان، كما شكك الإمام الأكبر فى تمويل القناة الوحيدة التى حملت اسم
الأزهر ويديرها أزهرى فى مواجهة عشرات القنوات الدينية المختلفة، ويثار
حولها الكثير من الجدل.
لقاؤنا مع الشيخ الأربعينى، حامل ليسانس أصول الدين والدعوة قسم حديث من
جامعة الأزهر، ومدرس مادة الحديث الشريف والمحاضر بجامعة مصر للعلوم
والتكنولوجيا، والإمام والخطيب بوزارة الأوقاف والمعد للعديد من البرامج
الدينية، كشف عن أسباب هذه الأزمة والكثير من الحقائق.
الشيخ خالد الجندى أكد فى أول لحظات اللقاء معه فى مكتبه أن قناة أزهرى لم
تنطلق فى غفلة من الأزهر بل بعلمه، كاشفاً عن أن مزحة أطلقها أثناء اجتماعه
مع علماء مجمع البحوث الإسلامية لبحث إنشاء القناة كانت السبب فى انقلاب
المجلس عليه.. وذلك عندما قال مداعباً العلماء «هظبطهم».
> كيف ظهرت فكرة قناة أزهرى؟
- هذه الفكرة تواترت إلى ذهنى منذ أن عملت فى الفضائيات وبدأت انخرط فى
الإعلام الدينى الفضائى فى الفضائيات، ساعتها أطلق البعض علينا اسم الدعاة
الجدد وفرحت جداً بهذا التوصيف لأننى فى الحقيقة رأيت المسألة تحتاج إلى
تجديد فى الخطاب وفى الشكل وفى طريقة العرض، وفرحت جداً أننى لست من
القدامى أو لست من الذين يرتضون الأمر كما هو عليه، وكانت تسمية لطيفة جداً
وكنت أتمنى أن تكون للأزهر قناة موصلة لعلوم الأزهر ولأفكاره، خاصة بعد أن
تأخر الأزهر وتقهقر، واستولت على قيادة الدعوة الإسلامية فى العالم
الإسلامى جهات أخرى قامت بتقديم وتصدير الإسلام المتشدد أو الإسلام بوجه
مغلوط، وهؤلاء هم الذين أفرزوا تلك العصبة الإرهابية التى رأت أن الاعتداء
على الآمنين وإلقاء القنابل والتفجيرات هى طريقة الدعوة المثلى.
والتقيت بالأستاذ عمرو الليثى فى برنامجه «واحد من الناس» وتحدثنا عن
التعليم والأزهر وشؤونه، فقلت له إن الأزهر يملكه العالم ولا تملكه مصر،
بحيث إذا قررت مصر مثلا أن تقوم بهدم الأهرامات لن يسمح لها العالم بذلك
لأنها ملكية عالمية أثرية تاريخية رغم خصوصيتها ووجودها على أرض مصرية،
فالعالم كله يمتلك الأهرامات، فالآثار لها صبغة دولية لذلك يطلق عليها
محمية طبيعية.
فالأزهر محمية ثقافية وتاريخية ودينية لا مثيل لها فى العالم، وبالتالى
لابد للأزهر أن يتبوأ مكانته مرة ثانية، وهذا ما كان، فقلت لعمرو الليثى
أنا أتمنى أن تكون للأزهر قناته، وإن لم يفعل الأزهر فسأقوم أنا بذلك وسألت
الله أن يرزقنى برجال أعمال مخلصين يساعدونى على هذه المهمة، وقلت ذلك على
الهواء وبعد ذلك بأيام معدودة بحوالى ثلاثة أو أربعة أشهر وكنا فى بدايات
شهر رجب فى العام قبل الماضى والتقيت باثنين من رجال الأعمال، إحداهما مصرى
والآخر ليبى وتحدثنا فى هذه النقطة وقررنا إنشاء تلك القناة لله تعالى وتم
ذلك فى شهرين.
> ولكن رجال الأعمال يستهدفون الربح؟
- رجال الأعمال بخير والحمد لله، ويوجد رجال أعمال أمثال هؤلاء عشرات
المرات يقفون فى الصف انتظاراً للثقة للقيام بأى أعمال خيرية، ورجال
الأعمال يلتفون حول من يثقون به والحمد لله جعلنى الله ثقة لهؤلاء، فأنا
لست ممن يتربح من الدعوة خلافا لما يظنه أصحاب الضمائر السيئة.
> لماذا استعنت بالإعلامى الكبير محمود سعد؟
- نحن غير متخصصين فى الإعلام، نحن علماء دين والمولى يقول «فاسألوا أهل
الذكر إن كنتم لا تعلمون»، وأنا فى الأمور المالية والإعلامية لا قدرة لى
على فهمها وإدارتها، فأنا أستطيع الفتوى فى الأمور الشرعية والتصدى للأمور
الدينية، إنما الأمور الإعلامية لابد أن يوكل الأمر إلى أهله، ومحمود سعد
اشترط أن يكون عمله معنا بدون مقابل مالى، وهذا إن دل على شىء فإنما يدل
على نبل أخلاقه.
> يقال إن القناة فى حاجة إلى التطوير ولمسات محمود سعد لم تظهر حتى الآن؟
- محمود سعد تولى المهمة منذ ثلاثة أشهر تقريبا، وهذا ليس بزمن كاف لإظهار
لمسات التطوير، ولكن أرجو أن تراقبوا التطوير فى شهر رمضان فسيكون الأمر
مختلفا.
> لماذا تعتمد القناة على الدعاة الجدد فقط؟
- ليس عندنا دعاة جدد بل عندنا علماء أزهر، وهؤلاء هم من نفتخر بهم، فهناك
أزهريون مصريون، وهناك غير مصريين أيضاً أزهريون وغير أزهريين لكنهم كلهم
اجتمعوا على مأدبة الأزهر.
> لماذا لم يظهر على شاشة أزهرى من أعضاء مجمع البحوث سوى القليل جداً؟
- هناك الشيخ محمد الراوى، والدكتور على جمعة، ولكن على أى حال ليس علماء
مجمع البحوث الإسلامية كلهم علماء، فهناك محامون وأطباء وهؤلاء مع الاحترام
الكامل لهم ليس من المفترض أن يقوموا بالإفتاء فى الأمور الشرعية، فهم
يفتون فقط فى الأمور التى لها علاقة بعملهم.
> هناك أزمة بين قناة أزهرى ومشيخة الأزهر؟
- ليس هناك أزمة، بل هناك تصور خاطئ كان يوجد عند مشيخة الأزهر وتمت
إزالته، فلو كانت هناك أزمة لامتنع علماء الأزهر عن الظهور على شاشة
القناة، إضافة إلى أننى من المؤسسة الأزهرية، والأزهر هو العباءة التى
تنطوى تحتها كل القنوات، الأزهر لا يمتلك قناة ولاتنسب إليه قناة، ونحن
نرفض أن نمثل الأزهر، وهذا غير مقبول، وأنا فى الحقيقة لم أسع فى يوم من
الأيام لأن أتنازل عن القناة إلا لو طلب منى ذلك.
> هناك رواية تقول إن الاعتراض من قبل بعض أعضاء مجمع البحوث أنك داعبتهم بقولك «هظبطهم» أثناء اجتماع المجمع لبحث موضوع القناة؟!
- هذه الرواية صحيحة مائة فى المائة، والحقيقة أنا عندما عرضت فكرة القناة
من باب الاحترام والأدب على شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى،
رحب ترحيباً شديداً وأيدنى تأيدا لن أنساه له، ولكن طلب منى من باب الأدب
أيضاً أن أقوم بإبلاغ مجمع البحوث الإسلامية لأن الأزهر ليس جهة منح أو
تصاريح لقنوات فضائية، كما أننا لم نقل إنها قناة الأزهر الشريف، إنما قناة
أزهرى كمثل أن يقول أحد الأشخاص أنا مصرى أو ما شابه، وعندما ذهبت إلى
مجمع البحوث الإسلامية، ولأنه معروف عنى الميل للدعابة، بالإضافة إلى
علاقتى القوية بالدكتور طنطاوى قلت كلمة «هظبطهم» فأثارت اعتراض الدكتور
أحمد الطيب، والدكتور عبدالفتاح الشيخ، والدكتور عبدالمعطى بيومى، واعترضوا
اعتراضا شديدا، وتوترت العلاقات.
> شيخ الأزهر قال فى حديث صحفى إن القناة ظهرت فى غفلة من الأزهر؟
بالعكس.. القناة خرجت بعلم الأزهر ولا أقول بإذنه لكن بعلمه وليس فى غيبة الأزهر.
> ما ردك على تعقيب المتحدث الرسمى للأزهر بأنك لست على صلة بالأزهر والأوقاف منذ وقت طويل؟
- الأمر الأول التمس العذر للمتحدث الرسمى باسم مشيخة الأزهر لأنه ليس
أزهرياً، قد ينحدر من سلالة أزهرية، فكان جده عالما وإماما قديراً، ولكن
المتحدث الرسمى ليس بعالم فى الأزهر، ولذلك كان تصريحه متخبطاً وليس
مقبولاً وغير مفهوم بل كان مضحكا، وأنا أكبر من أن يأتى رجل يعمل فى
الخارجية للتشكيك فى أزهريتى. الأمر الثانى أنه ذكر فى التعقيب أننى داعية
مستقل، فأنا لا أفهم هل هذه انتخابات لمجلس الشعب. ثالثاً أنا إمام وخطيب
درجة أولى بوزارة الأوقاف وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية فعيب عليه
أن يقول ذلك.
> ذهبت بعد ذلك لزيارة شيخ الأزهر فى مكتبه ما الذى دار؟
- ذهبت إليه حرصاً على إزالة اللبس وسوء الفهم الذى حدث وقابلنى بكرمه
المعهود وأريحيته المعتادة، والحمد لله حدث منه ما توقعته وأثمر اللقاء عن
اتفاق بينى وبينه أن يعمل كل منا فى جبهته ولا يتعرض للآخر.
> وزير الأوقاف قال إن القناة لا تمثل الأزهر؟
- الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف، لا يعارض القناة وهذا أمر هام،
فلو كان معارضاً ما سمح لعلماء الوزارة بأن يعملوا فى قناة أزهرى متطوعين
للدعوة والإرشاد، وهذا موقف محترم عهدناه من الدكتور زقزوق.
> هل ذهبت لتهنئة الدكتور الطيب بمناسبة توليه شياخة الأزهر؟
- نعم.. فالحقيقة عندما ذهبت لتهنئة الدكتور أحمد الطيب على تولى المنصب
قلت له إن قناة أزهرى تجدد البيعة، والقناة تحت أمرك يا فضيلة الإمام،
وكلنا رجالك وجنودك، فقال لى: «يا شيخ خالد أنا مش محتاج دعاة أنا محتاج
لرجال يقفون بجوارى لأن الله يقول: «قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا
فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون»، فأنا محتاج من يشد
عضدى»، فقلت له يا مولانا إحنا معك ونسأل الله أن نكون عند حسن ظنك.
ولكن العجيب أننى فى اليوم التالى قرأت له تصريحا فى الصفحة الأولى بإحدى
الجرائد القومية أنه يريد إنشاء قناة للأزهر، ولكنه منتظر أحد رجال الأعمال
الغيورين، فتعجبت وقلت سبحان الله شيخ الأزهر أيضاً ينتظر رجال الأعمال،
فهذا الكلام أثار إعجابى.
> هناك اختلاف فى وجهات النظر بين شيخ الأزهر ووزير الأوقاف حول زيارة القدس ما رأيك؟
- التعامل مع العدو، والمقصود هنا إسرائيل، هل هو قضية دينية أم قضية
سياسية، هو قضية سياسية تخضع لتقدير أولى الأمر فى المقام الأول وبالتالى
زيارة القدس من عدمها هى قضية سياسية وأنا لا أفهم فيها، فقائد الدولة إذا
قال لنا يا شعب مصر عليكم زيارة القدس فسأرحب بذلك، إنما لا تخضع لمقياس
شرعى، فيجوز لنا أن نزور القدس أو لا يجوز زيارتها، فهى فى حكم المباح،
وولى الأمر له تقييد المباح وعلى هذا فأنا أرى أنها قضية سياسية وليست
شرعية.
> ما قولك فيما أثير مؤخراً حول مصير والدى الرسول؟
- هذه القضية فيها طرفان ووسط، طرف يرى أنهما فى النار وذلك لظاهر الحديث
الذى رواه مسلم ففيه روايتان، وطرف آخر يرى أنهما فى الجنة لأنهما أنجبا
خير البرية، ولكل أدلته التى يجب أن تحترم، إنما هناك وسط وهو رأيى وهو
التوقف عن الخوض فى هذه المسألة، فليست كل الأمور لها إجابة، فهناك قضايا
ما زالت معلقة فى التراث الإسلامى ولم تتم الإجابة عنها، منها قضية التخيير
والإرادة والمشيئة والشهيد والغسل، فكل هذه قضايا لم تحسم، وعلى ذلك فلا
يمكن القطع والفصل فى ذلك الأمر.
> ما رأيك فى الشيخ القرضاوى والداعية عمرو خالد؟
- الشيخ القرضاوى هو إمام هذا العصر ومجدده فى الفقه، أعطاه الله الصحة،
أما الداعية عمرو خالد فهو إمام الشباب، فهو رجل مليح اللسان والعرض،
والتشكيك فيه نوع من أنواع الغباء لأنه تشكيك فى ملايين الشباب من محبيه.
> أخيراً ما الذى حققته قناة أزهرى؟
- حققت قناة أزهرى هذا العام أضعاف ما كنا نأمله وما كنا نحلم به، فالقناة
خلال عام تصدت لاتجاهات التعصب والتشدد، كما قامت بضخ العديد من علماء
الأزهر إلى الساحة الإعلامية ولم يكن الإعلام يعرف عنهم شيئا وصنعت منهم
نجوما ولم نشترط عليهم أن يعملوا حصرياً، وهذا يدل على أن هدفنا دعوىّ، كما
أنها القناة الوحيدة فى العالم وقف لله تعالى، كما أنها القناة الوحيدة
التى وقفت بجوار قناة الرحمة، وتضامنت مع البابا شنودة فى قانون الأحوال
الشخصية، كما أنها أول قناة دينية قامت بتهنئة النصارى بأعيادهم، ونشرت
عزاء فى حادث نجع حمادى، كما أن القناة تصدت لقناة الجزيرة يوم أن قامت
بالنيل من الأزهر والتطاول على شيخه بحضور رجل سورى يدعى عبدالرحمن كوكى،
وعلى أثره قامت السلطات بحبسه، كما أنها القناة الوحيدة التى تصدت لزكريا
بطرس، وبسببنا تم إنهاء التعاقد معه من قبل القناة.
بيعة قناة أزهرى لفضيلته فقال لى إنه يريد رجالا وليس دعاة والأزهر ليس
ملكاً لمجمع البحوث لكنه ملك للعالم كله وليس من حق علمائه الإفتاء فى
الأمور الشرعية
علامات استفهام كثيرة أثارتها الحملة التى شنها الدكتور أحمد الطيب النجار،
شيخ الأزهر، على قناة أزهرى، والتى من خلالها أكد شيخ الأزهر أن القناة
التى يديرها العالم الأزهرى خالد الجندى منذ ما يقرب من عام لا تعبر عن
الأزهر، وأن الجندى ليس عالما أزهريا، واستخدم اسم الأزهر فى غفلة من
الزمان، كما شكك الإمام الأكبر فى تمويل القناة الوحيدة التى حملت اسم
الأزهر ويديرها أزهرى فى مواجهة عشرات القنوات الدينية المختلفة، ويثار
حولها الكثير من الجدل.
لقاؤنا مع الشيخ الأربعينى، حامل ليسانس أصول الدين والدعوة قسم حديث من
جامعة الأزهر، ومدرس مادة الحديث الشريف والمحاضر بجامعة مصر للعلوم
والتكنولوجيا، والإمام والخطيب بوزارة الأوقاف والمعد للعديد من البرامج
الدينية، كشف عن أسباب هذه الأزمة والكثير من الحقائق.
الشيخ خالد الجندى أكد فى أول لحظات اللقاء معه فى مكتبه أن قناة أزهرى لم
تنطلق فى غفلة من الأزهر بل بعلمه، كاشفاً عن أن مزحة أطلقها أثناء اجتماعه
مع علماء مجمع البحوث الإسلامية لبحث إنشاء القناة كانت السبب فى انقلاب
المجلس عليه.. وذلك عندما قال مداعباً العلماء «هظبطهم».
> كيف ظهرت فكرة قناة أزهرى؟
- هذه الفكرة تواترت إلى ذهنى منذ أن عملت فى الفضائيات وبدأت انخرط فى
الإعلام الدينى الفضائى فى الفضائيات، ساعتها أطلق البعض علينا اسم الدعاة
الجدد وفرحت جداً بهذا التوصيف لأننى فى الحقيقة رأيت المسألة تحتاج إلى
تجديد فى الخطاب وفى الشكل وفى طريقة العرض، وفرحت جداً أننى لست من
القدامى أو لست من الذين يرتضون الأمر كما هو عليه، وكانت تسمية لطيفة جداً
وكنت أتمنى أن تكون للأزهر قناة موصلة لعلوم الأزهر ولأفكاره، خاصة بعد أن
تأخر الأزهر وتقهقر، واستولت على قيادة الدعوة الإسلامية فى العالم
الإسلامى جهات أخرى قامت بتقديم وتصدير الإسلام المتشدد أو الإسلام بوجه
مغلوط، وهؤلاء هم الذين أفرزوا تلك العصبة الإرهابية التى رأت أن الاعتداء
على الآمنين وإلقاء القنابل والتفجيرات هى طريقة الدعوة المثلى.
والتقيت بالأستاذ عمرو الليثى فى برنامجه «واحد من الناس» وتحدثنا عن
التعليم والأزهر وشؤونه، فقلت له إن الأزهر يملكه العالم ولا تملكه مصر،
بحيث إذا قررت مصر مثلا أن تقوم بهدم الأهرامات لن يسمح لها العالم بذلك
لأنها ملكية عالمية أثرية تاريخية رغم خصوصيتها ووجودها على أرض مصرية،
فالعالم كله يمتلك الأهرامات، فالآثار لها صبغة دولية لذلك يطلق عليها
محمية طبيعية.
فالأزهر محمية ثقافية وتاريخية ودينية لا مثيل لها فى العالم، وبالتالى
لابد للأزهر أن يتبوأ مكانته مرة ثانية، وهذا ما كان، فقلت لعمرو الليثى
أنا أتمنى أن تكون للأزهر قناته، وإن لم يفعل الأزهر فسأقوم أنا بذلك وسألت
الله أن يرزقنى برجال أعمال مخلصين يساعدونى على هذه المهمة، وقلت ذلك على
الهواء وبعد ذلك بأيام معدودة بحوالى ثلاثة أو أربعة أشهر وكنا فى بدايات
شهر رجب فى العام قبل الماضى والتقيت باثنين من رجال الأعمال، إحداهما مصرى
والآخر ليبى وتحدثنا فى هذه النقطة وقررنا إنشاء تلك القناة لله تعالى وتم
ذلك فى شهرين.
> ولكن رجال الأعمال يستهدفون الربح؟
- رجال الأعمال بخير والحمد لله، ويوجد رجال أعمال أمثال هؤلاء عشرات
المرات يقفون فى الصف انتظاراً للثقة للقيام بأى أعمال خيرية، ورجال
الأعمال يلتفون حول من يثقون به والحمد لله جعلنى الله ثقة لهؤلاء، فأنا
لست ممن يتربح من الدعوة خلافا لما يظنه أصحاب الضمائر السيئة.
> لماذا استعنت بالإعلامى الكبير محمود سعد؟
- نحن غير متخصصين فى الإعلام، نحن علماء دين والمولى يقول «فاسألوا أهل
الذكر إن كنتم لا تعلمون»، وأنا فى الأمور المالية والإعلامية لا قدرة لى
على فهمها وإدارتها، فأنا أستطيع الفتوى فى الأمور الشرعية والتصدى للأمور
الدينية، إنما الأمور الإعلامية لابد أن يوكل الأمر إلى أهله، ومحمود سعد
اشترط أن يكون عمله معنا بدون مقابل مالى، وهذا إن دل على شىء فإنما يدل
على نبل أخلاقه.
> يقال إن القناة فى حاجة إلى التطوير ولمسات محمود سعد لم تظهر حتى الآن؟
- محمود سعد تولى المهمة منذ ثلاثة أشهر تقريبا، وهذا ليس بزمن كاف لإظهار
لمسات التطوير، ولكن أرجو أن تراقبوا التطوير فى شهر رمضان فسيكون الأمر
مختلفا.
> لماذا تعتمد القناة على الدعاة الجدد فقط؟
- ليس عندنا دعاة جدد بل عندنا علماء أزهر، وهؤلاء هم من نفتخر بهم، فهناك
أزهريون مصريون، وهناك غير مصريين أيضاً أزهريون وغير أزهريين لكنهم كلهم
اجتمعوا على مأدبة الأزهر.
> لماذا لم يظهر على شاشة أزهرى من أعضاء مجمع البحوث سوى القليل جداً؟
- هناك الشيخ محمد الراوى، والدكتور على جمعة، ولكن على أى حال ليس علماء
مجمع البحوث الإسلامية كلهم علماء، فهناك محامون وأطباء وهؤلاء مع الاحترام
الكامل لهم ليس من المفترض أن يقوموا بالإفتاء فى الأمور الشرعية، فهم
يفتون فقط فى الأمور التى لها علاقة بعملهم.
> هناك أزمة بين قناة أزهرى ومشيخة الأزهر؟
- ليس هناك أزمة، بل هناك تصور خاطئ كان يوجد عند مشيخة الأزهر وتمت
إزالته، فلو كانت هناك أزمة لامتنع علماء الأزهر عن الظهور على شاشة
القناة، إضافة إلى أننى من المؤسسة الأزهرية، والأزهر هو العباءة التى
تنطوى تحتها كل القنوات، الأزهر لا يمتلك قناة ولاتنسب إليه قناة، ونحن
نرفض أن نمثل الأزهر، وهذا غير مقبول، وأنا فى الحقيقة لم أسع فى يوم من
الأيام لأن أتنازل عن القناة إلا لو طلب منى ذلك.
> هناك رواية تقول إن الاعتراض من قبل بعض أعضاء مجمع البحوث أنك داعبتهم بقولك «هظبطهم» أثناء اجتماع المجمع لبحث موضوع القناة؟!
- هذه الرواية صحيحة مائة فى المائة، والحقيقة أنا عندما عرضت فكرة القناة
من باب الاحترام والأدب على شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى،
رحب ترحيباً شديداً وأيدنى تأيدا لن أنساه له، ولكن طلب منى من باب الأدب
أيضاً أن أقوم بإبلاغ مجمع البحوث الإسلامية لأن الأزهر ليس جهة منح أو
تصاريح لقنوات فضائية، كما أننا لم نقل إنها قناة الأزهر الشريف، إنما قناة
أزهرى كمثل أن يقول أحد الأشخاص أنا مصرى أو ما شابه، وعندما ذهبت إلى
مجمع البحوث الإسلامية، ولأنه معروف عنى الميل للدعابة، بالإضافة إلى
علاقتى القوية بالدكتور طنطاوى قلت كلمة «هظبطهم» فأثارت اعتراض الدكتور
أحمد الطيب، والدكتور عبدالفتاح الشيخ، والدكتور عبدالمعطى بيومى، واعترضوا
اعتراضا شديدا، وتوترت العلاقات.
> شيخ الأزهر قال فى حديث صحفى إن القناة ظهرت فى غفلة من الأزهر؟
بالعكس.. القناة خرجت بعلم الأزهر ولا أقول بإذنه لكن بعلمه وليس فى غيبة الأزهر.
> ما ردك على تعقيب المتحدث الرسمى للأزهر بأنك لست على صلة بالأزهر والأوقاف منذ وقت طويل؟
- الأمر الأول التمس العذر للمتحدث الرسمى باسم مشيخة الأزهر لأنه ليس
أزهرياً، قد ينحدر من سلالة أزهرية، فكان جده عالما وإماما قديراً، ولكن
المتحدث الرسمى ليس بعالم فى الأزهر، ولذلك كان تصريحه متخبطاً وليس
مقبولاً وغير مفهوم بل كان مضحكا، وأنا أكبر من أن يأتى رجل يعمل فى
الخارجية للتشكيك فى أزهريتى. الأمر الثانى أنه ذكر فى التعقيب أننى داعية
مستقل، فأنا لا أفهم هل هذه انتخابات لمجلس الشعب. ثالثاً أنا إمام وخطيب
درجة أولى بوزارة الأوقاف وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية فعيب عليه
أن يقول ذلك.
> ذهبت بعد ذلك لزيارة شيخ الأزهر فى مكتبه ما الذى دار؟
- ذهبت إليه حرصاً على إزالة اللبس وسوء الفهم الذى حدث وقابلنى بكرمه
المعهود وأريحيته المعتادة، والحمد لله حدث منه ما توقعته وأثمر اللقاء عن
اتفاق بينى وبينه أن يعمل كل منا فى جبهته ولا يتعرض للآخر.
> وزير الأوقاف قال إن القناة لا تمثل الأزهر؟
- الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف، لا يعارض القناة وهذا أمر هام،
فلو كان معارضاً ما سمح لعلماء الوزارة بأن يعملوا فى قناة أزهرى متطوعين
للدعوة والإرشاد، وهذا موقف محترم عهدناه من الدكتور زقزوق.
> هل ذهبت لتهنئة الدكتور الطيب بمناسبة توليه شياخة الأزهر؟
- نعم.. فالحقيقة عندما ذهبت لتهنئة الدكتور أحمد الطيب على تولى المنصب
قلت له إن قناة أزهرى تجدد البيعة، والقناة تحت أمرك يا فضيلة الإمام،
وكلنا رجالك وجنودك، فقال لى: «يا شيخ خالد أنا مش محتاج دعاة أنا محتاج
لرجال يقفون بجوارى لأن الله يقول: «قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا
فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون»، فأنا محتاج من يشد
عضدى»، فقلت له يا مولانا إحنا معك ونسأل الله أن نكون عند حسن ظنك.
ولكن العجيب أننى فى اليوم التالى قرأت له تصريحا فى الصفحة الأولى بإحدى
الجرائد القومية أنه يريد إنشاء قناة للأزهر، ولكنه منتظر أحد رجال الأعمال
الغيورين، فتعجبت وقلت سبحان الله شيخ الأزهر أيضاً ينتظر رجال الأعمال،
فهذا الكلام أثار إعجابى.
> هناك اختلاف فى وجهات النظر بين شيخ الأزهر ووزير الأوقاف حول زيارة القدس ما رأيك؟
- التعامل مع العدو، والمقصود هنا إسرائيل، هل هو قضية دينية أم قضية
سياسية، هو قضية سياسية تخضع لتقدير أولى الأمر فى المقام الأول وبالتالى
زيارة القدس من عدمها هى قضية سياسية وأنا لا أفهم فيها، فقائد الدولة إذا
قال لنا يا شعب مصر عليكم زيارة القدس فسأرحب بذلك، إنما لا تخضع لمقياس
شرعى، فيجوز لنا أن نزور القدس أو لا يجوز زيارتها، فهى فى حكم المباح،
وولى الأمر له تقييد المباح وعلى هذا فأنا أرى أنها قضية سياسية وليست
شرعية.
> ما قولك فيما أثير مؤخراً حول مصير والدى الرسول؟
- هذه القضية فيها طرفان ووسط، طرف يرى أنهما فى النار وذلك لظاهر الحديث
الذى رواه مسلم ففيه روايتان، وطرف آخر يرى أنهما فى الجنة لأنهما أنجبا
خير البرية، ولكل أدلته التى يجب أن تحترم، إنما هناك وسط وهو رأيى وهو
التوقف عن الخوض فى هذه المسألة، فليست كل الأمور لها إجابة، فهناك قضايا
ما زالت معلقة فى التراث الإسلامى ولم تتم الإجابة عنها، منها قضية التخيير
والإرادة والمشيئة والشهيد والغسل، فكل هذه قضايا لم تحسم، وعلى ذلك فلا
يمكن القطع والفصل فى ذلك الأمر.
> ما رأيك فى الشيخ القرضاوى والداعية عمرو خالد؟
- الشيخ القرضاوى هو إمام هذا العصر ومجدده فى الفقه، أعطاه الله الصحة،
أما الداعية عمرو خالد فهو إمام الشباب، فهو رجل مليح اللسان والعرض،
والتشكيك فيه نوع من أنواع الغباء لأنه تشكيك فى ملايين الشباب من محبيه.
> أخيراً ما الذى حققته قناة أزهرى؟
- حققت قناة أزهرى هذا العام أضعاف ما كنا نأمله وما كنا نحلم به، فالقناة
خلال عام تصدت لاتجاهات التعصب والتشدد، كما قامت بضخ العديد من علماء
الأزهر إلى الساحة الإعلامية ولم يكن الإعلام يعرف عنهم شيئا وصنعت منهم
نجوما ولم نشترط عليهم أن يعملوا حصرياً، وهذا يدل على أن هدفنا دعوىّ، كما
أنها القناة الوحيدة فى العالم وقف لله تعالى، كما أنها القناة الوحيدة
التى وقفت بجوار قناة الرحمة، وتضامنت مع البابا شنودة فى قانون الأحوال
الشخصية، كما أنها أول قناة دينية قامت بتهنئة النصارى بأعيادهم، ونشرت
عزاء فى حادث نجع حمادى، كما أن القناة تصدت لقناة الجزيرة يوم أن قامت
بالنيل من الأزهر والتطاول على شيخه بحضور رجل سورى يدعى عبدالرحمن كوكى،
وعلى أثره قامت السلطات بحبسه، كما أنها القناة الوحيدة التى تصدت لزكريا
بطرس، وبسببنا تم إنهاء التعاقد معه من قبل القناة.
الإثنين 04 فبراير 2013, 6:09 pm من طرف tamb2000
» أذكروا الله عند الدخول وقبل الخروج
الأربعاء 08 أغسطس 2012, 1:55 pm من طرف اميره فايد
» جميع الشروط والمواصفات الخاصة بأعمال التنفيذ
السبت 16 يونيو 2012, 10:31 pm من طرف mosab abusalha
» مشـــاريع تخرج موضوعــــة بين أيديكم
الخميس 14 يونيو 2012, 2:22 pm من طرف allamovic
» لا تصبُ بالدهشــــة
السبت 08 أكتوبر 2011, 1:47 am من طرف v.i.p
» مطلوب للعمل فوراُ
الأحد 11 سبتمبر 2011, 3:05 pm من طرف المتحده للديكور
» اسرائيل تخطط لاقامة ملهى ليلي ملاصق للمسجد الاقصى
الجمعة 19 أغسطس 2011, 5:02 pm من طرف نور
» اضحكوا معايا شويــــــه !!!
الجمعة 19 أغسطس 2011, 4:59 pm من طرف نور
» انشاءات معدنية
الأحد 24 يوليو 2011, 4:28 am من طرف Admin
» البناء من الألف الى الياء
الخميس 07 يوليو 2011, 12:57 am من طرف silver black
» اعداد مجلة عالم البناء
الخميس 07 يوليو 2011, 12:13 am من طرف silver black
» مفاجأه ------- لكل مهندس معمارى ------كتالوج معرض لو مارشية
الإثنين 25 أبريل 2011, 4:00 pm من طرف توب باج
» كيف تصمم وتبني بيتا أو فيلا أو عمارة بتكاليف مناسبة في مصر
الأربعاء 09 مارس 2011, 11:15 pm من طرف جهادو
» برقية عزاء من خادم الحرمين
الأحد 02 يناير 2011, 1:39 am من طرف Admin
» شيكابالا في المنتخب رغم اعتزاله دوليــاً !!!
الأحد 02 يناير 2011, 1:31 am من طرف Admin